على الكتاب والصحفيين أن يتعلموا من الغيطاني ودرويش كيف تكون شجاعة الدفاع عن مبادئ الشرعية والديموقراطية ونقد الذات!!
خابت آمال الخارجين على الشرعية والقانون من تحالف (حماس - جبريل - المجلس الثوري وبقايا الإنشقاقيين) الملوثة أياديهم بدماء أبنائهم وأشقائهم، وهم يعدّون العدة للبروفة الإنشقاقية الغادرة، للانتقال من تجربة "لجنة العمل النقابي" للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في فرعي لبنان وسورية، إلى صيغة "إتحاد" بائسة وممسوخة، وخانتهم الفطنة والذكاء، وقد فاتهم أننا على مشارف الألفية الثانية لعصرنا، نؤسس في مركز الصراع فلسطين، لأمة العرب، مشروعاً وطنياً ديموقراطياً، سبق أن إغتصب منهم وضيعوه في غفلة وجهالة منهم قبيل أكثر من نصف قرن. كما فات هذا التحالف الغبي الذي يقبع في أقبية "إذاعة القدس" ووكالة "قدس برس" إستيعاب الدروس باهظة الثمن التي دفعها شعبنا وهو يدافع عن وحدانية وإستقلالية قراره الوطني الفلسطيني، ذلك أن ما كان باستطاعة أجهزة "دم - شق" أن تفعله في الثمانينات، داخل بيتنا الفلسطيني قد ولى إلى غير رجعة وفات عليه الزمن، وأصبح في حكم "الكادوك"!!
فلم تعد فلسطين "حيطة واطية" لأحد، وقد شبّت على طوق الوصاية، وتجذرت الطليعة في أرضها كما الزيتون والنخيل العالي، وهي لن تسمح بعد الآن لكائن من كان، أن يستر عوراته وعجزه بكوفية الفدائي المقدسة أو أن يتمسّح براية فلسطين .. فما فات قد فات، وما هو آت.. آت.
وقد سبق أن جاهرنا بهذا القول في قلب بغداد المحاصرة عام 1995 لم نجامل أحداً وأسمعناه للقاصي والداني، عندما حاول البعض منا، التطاول والتمادي في أحلام يقظته، وركوب موجة الرفض، وقد استهوته لعبة البدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية.. ولعل ما قلناه بالعربي الفصيح هناك كان أبلغ وأكثر وضوحاً، ويبدو أنه لابد من التذكير به مرة أخرى بعد أن سمعنا ما سمعناه في المناظرة التلفزيونية التي نقلتها قناة قطر الفضائية "الجزيرة" وبخاصة ما تشدّق به علي عقلة عرسان، الرئيس الأزلي المعيّن لإتحاد كتاب سورية مبرراً تدخله الفظ بالشأن الفلسطيني من منظوره القومي. وإذا كان الأخ أحمد عبد الرحمن ومن بعده الأخ عز الدين المناصرة قد أوفياه ما يستحق من الرد المفحم، إلا أننا نجد أن من الضروري تكرار ما سبق وقلناه في بغداد حرفياً:
" إذا كانت فلسطين بمنظوركم قضية قومية - وهي كذلك - فعلى كل عربي سواء أكان على كراسي السلطة والحكم، أو خارجها، أن يعلم ويعي جيداً، أن تطبيق هذا المفهوم وهذا الشعار لا يعني بالضرورة مشروعية التدخل واللعب داخل البيت الفلسطيني وفي شؤونه، لأننا وبنفس المنظور والفهم، نعتبر أيضاً أن الشأن الداخلي لأي قطر عربي، سواء أكان سورياً أم أردنياً أو عراقياً ، هو أيضاً شأن فلسطيني داخلي، يستوجب منا ويفرض علينا واجب التدخل، وتحديد موقفنا منه سلباً أم إيجاباً".
وإذا كنا في هذا المقام نسجّل بكل الإعتزاز القومي لمبدعنا وكاتبنا الروائي العربي المصري جمال الغيطاني، أنه كان ضميراً حياً للمثقف العربي المناضل، سواء بما طرحه من موقف جريء وشجاع داخل قاعات مؤتمر إتحاد الكتاب العرب وأروقته، أو بما كتبه من تشخيص موضوعي ودقيق للوقائع الغريبة لمحاولات إغتيال إتحاد كتاب فلسطين، وقد نشرها على حلقات "في أخبار الأدب" القاهرية.. فإن النقد الذاتي والإعتذار المقبول، الذي قدمه رمز ثقافتنا الوطنية محمود درويش، والبيان الذي تلاه في مؤتمره الصحفي في رام الله دفاعاً عن الإتحاد الذي يترأسه، وما عبر عنه كتابنا ومبدعينا من مواقف معلنة، وبخاصة الموقف المميز لشاعرنا الكنعاني المبدع عز الدين المناصرة، يوصد الأبواب الخلفية في وجه أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا "صوت سيده".. وتحضرني في هذا المقام أيضاً مساجلة طريفة جرت مع فقيدنا الراحل إميل توما، وقد إلتقيناه في بودابست في أواسط السبعينات واحتدم النقاش بينه وبين زميلنا الكاتب الرفضاوي هاني مندس .. فما كان من معلمنا وأستاذنا وبهدوءه المعهود إلا أن رد عليه بكلمات لا تخلو من الحكمة الفلسطينية عندما أجابه:
"إسمع يا هاني، لا تزاود علينا، يكفي أننا نتكلم العربية في قلب فلسطين، وننجب أولاداً عرباً في فلسطين وتلك هي مهمة نضالية كبيرة .. وكفى"!!
كلمة أخيرة نزجيها للأخوة والأخوات في النقابات والإتحادات الشعبية الفلسطينية :
إسمعوا، وعوا، وتعلموا، واتعظوا من تجربة إتحاد كتابكم، فما جرى في سورية، كان فقاعة لبروفة بائسة وطلقة طائشة في الهواء، وشاء سوء حظهم العاثر، انها لامست درع الثورة، وسيفها المُشهر، وضميرها الحي.
ومن كان بيته من زجاج
لا يرجم حجارته على الآخرين
بالعربي الفصيح نكتب من فلسطين:
إتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين درع فلسطين وضمير الثورة
فلم تعد فلسطين "حيطة واطية" لأحد، وقد شبّت على طوق الوصاية، وتجذرت الطليعة في أرضها كما الزيتون والنخيل العالي، وهي لن تسمح بعد الآن لكائن من كان، أن يستر عوراته وعجزه بكوفية الفدائي المقدسة أو أن يتمسّح براية فلسطين .. فما فات قد فات، وما هو آت.. آت.
وقد سبق أن جاهرنا بهذا القول في قلب بغداد المحاصرة عام 1995 لم نجامل أحداً وأسمعناه للقاصي والداني، عندما حاول البعض منا، التطاول والتمادي في أحلام يقظته، وركوب موجة الرفض، وقد استهوته لعبة البدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية.. ولعل ما قلناه بالعربي الفصيح هناك كان أبلغ وأكثر وضوحاً، ويبدو أنه لابد من التذكير به مرة أخرى بعد أن سمعنا ما سمعناه في المناظرة التلفزيونية التي نقلتها قناة قطر الفضائية "الجزيرة" وبخاصة ما تشدّق به علي عقلة عرسان، الرئيس الأزلي المعيّن لإتحاد كتاب سورية مبرراً تدخله الفظ بالشأن الفلسطيني من منظوره القومي. وإذا كان الأخ أحمد عبد الرحمن ومن بعده الأخ عز الدين المناصرة قد أوفياه ما يستحق من الرد المفحم، إلا أننا نجد أن من الضروري تكرار ما سبق وقلناه في بغداد حرفياً:
" إذا كانت فلسطين بمنظوركم قضية قومية - وهي كذلك - فعلى كل عربي سواء أكان على كراسي السلطة والحكم، أو خارجها، أن يعلم ويعي جيداً، أن تطبيق هذا المفهوم وهذا الشعار لا يعني بالضرورة مشروعية التدخل واللعب داخل البيت الفلسطيني وفي شؤونه، لأننا وبنفس المنظور والفهم، نعتبر أيضاً أن الشأن الداخلي لأي قطر عربي، سواء أكان سورياً أم أردنياً أو عراقياً ، هو أيضاً شأن فلسطيني داخلي، يستوجب منا ويفرض علينا واجب التدخل، وتحديد موقفنا منه سلباً أم إيجاباً".
وإذا كنا في هذا المقام نسجّل بكل الإعتزاز القومي لمبدعنا وكاتبنا الروائي العربي المصري جمال الغيطاني، أنه كان ضميراً حياً للمثقف العربي المناضل، سواء بما طرحه من موقف جريء وشجاع داخل قاعات مؤتمر إتحاد الكتاب العرب وأروقته، أو بما كتبه من تشخيص موضوعي ودقيق للوقائع الغريبة لمحاولات إغتيال إتحاد كتاب فلسطين، وقد نشرها على حلقات "في أخبار الأدب" القاهرية.. فإن النقد الذاتي والإعتذار المقبول، الذي قدمه رمز ثقافتنا الوطنية محمود درويش، والبيان الذي تلاه في مؤتمره الصحفي في رام الله دفاعاً عن الإتحاد الذي يترأسه، وما عبر عنه كتابنا ومبدعينا من مواقف معلنة، وبخاصة الموقف المميز لشاعرنا الكنعاني المبدع عز الدين المناصرة، يوصد الأبواب الخلفية في وجه أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا "صوت سيده".. وتحضرني في هذا المقام أيضاً مساجلة طريفة جرت مع فقيدنا الراحل إميل توما، وقد إلتقيناه في بودابست في أواسط السبعينات واحتدم النقاش بينه وبين زميلنا الكاتب الرفضاوي هاني مندس .. فما كان من معلمنا وأستاذنا وبهدوءه المعهود إلا أن رد عليه بكلمات لا تخلو من الحكمة الفلسطينية عندما أجابه:
"إسمع يا هاني، لا تزاود علينا، يكفي أننا نتكلم العربية في قلب فلسطين، وننجب أولاداً عرباً في فلسطين وتلك هي مهمة نضالية كبيرة .. وكفى"!!
كلمة أخيرة نزجيها للأخوة والأخوات في النقابات والإتحادات الشعبية الفلسطينية :
إسمعوا، وعوا، وتعلموا، واتعظوا من تجربة إتحاد كتابكم، فما جرى في سورية، كان فقاعة لبروفة بائسة وطلقة طائشة في الهواء، وشاء سوء حظهم العاثر، انها لامست درع الثورة، وسيفها المُشهر، وضميرها الحي.
ومن كان بيته من زجاج
لا يرجم حجارته على الآخرين
تعليقات
إرسال تعليق