نظرات في الماضي من أجل الحاضر والمستقبل؟!
ثلاثة عشر عاماً من النضال المتصل دفاعاً عن حقوق الإنسان والشعب الفلسطيني
بصدور هذا العدد من مجلتنا الدورية "النشرة"، نطوى إثنى عشر عاماً من مسيرة نضالنا على الجبهة الإعلامية والثقافية والسياسية، خضناها في المنافي والشتات.. لم نهادن نظاماً في أساسيات حقوقنا، كما لم نساوم أو نماليء طاغية من الطغاة في إنتهاكاته لمنظومة هذه الحقوق.
كنا الأشد حرصاً وإلتزاماً على قولة كلمة الحق في زمن الصمت وتكتيم الأفواه، وإنعدام المنابر الديموقراطية، إبتغاءاً لحقوق شعبنا وأمتنا الأساسية والمشروعة، وإنسجاماً مع ضميرنا الوطني وإلتزامنا المبدئي والمهني.
ومع فداحة الخسارة التى لحقت بالثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، نتيجة فقدانها لقواعد أرتكازها وإنطلاقها الأساسية في سورية ولبنان وقبل ذلك في الأردن، إلا إننا لم نفقد البوصلة التى حددتها الثورة لإتجاهها وإتجاهنا، وهى تمخر أجواء المنافي، ممتطية "البساط الطائر"، حفاظاً على هويتها النضالية، وقرارها الوطني الفلسطيني المستقل، من محاولات الهيمنة والتبعية والإحتواء.
نطوى عامنا الثاني عشر، وقد حفل شهره الأخير، بأحداث ومواجهات، وذكريات هامة وعاصفة لعل من أبرزها:
· إحتفالات شعبنا بالذكرى المجيدة للإنطلاقة العاشرة للإنتفاضة المباركة، ذلك الإعجاز الفلسطيني الذي حفر إسمه بإمتياز في ذاكرة التاريخ، كشاهد على الحضور الأزلي للهوية الوطنية الفلسطينية وإستحالة غيابها، أو تغيبب رموزها وإمكانية تجددها.
· وكما إحتفلت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بتجديد شبابها واطرها ومؤتمراتها وذكرى إنطلاقتها.. إحتفلت الجبهة الشعبية، الفصيل الأساسي في منظمة التحرير في ذكرى إنطلاقتها الثلاثين.
· وبشكل مواز لذلك، تقوم حركة "حماس" بالإحتفال بذكرى إنطلاقتها العاشرة، بعد أن لحقت بركب الإنتفاضة، كي لايفوتها القطار ويطويها النسيان، أثر غياب غير مبرر لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين، عن ساحة العمل النضالي الفعلي لأكثر من أربعين عاماً بلا إنقطاع!!.
· نطوي عامنا الثاني عشر، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، تخوض على جبهة النضال السياسي مع طغمة الإحتلال العسكري الإسرائيلي وقيادته العنصرية الليكودية، واحدة من أهم وأبسل معاركها السياسية على الجبهة التفاوضية، لإنتزاع ما يمكن إنتزاعه من حقوق ومكاسب وطنية لشعبنا، ضيّعها الغير، وكُتب علينا أن نستردها بالقطعة والتقسيط، في ظل موازين قوى مختلة على كافة الصعد.. ووسط أجواء مواجهات تفتعلها القوى المضادة للثورة والمنظمة وهي تجنِّد فرق الندابين والرداحين والمرتزقة، داخل الوطن وخارجه، للتشكيك بمصداقية السلطة الوطنية الفلسطينية وادائها.. وبرغم كل ذلك، فإن عاماً قد مضى، تأكد من خلاله بمالايدع مجالاً للشك، بأن هذه السلطة الوطنية المنتخبة قد اثبتت جدارتها وأهليتها، كسلطة شعب تمثل كل الفلسطينيين سواء كانوا داخل الوطن، أم على قوائم الإنتظار، لممارسة حقهم المقدس في العودة، وتقرير المصير وبناء دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
· ولأن القطار الكبير لايتوقف عند المحطات الصغيرة فإننا سوف لن نتعرض، لما هو سلبي أو خاطيء، في هذه المسيرة الوطنية، بإستخدام لغة التشهير أو التخوين، أو التكفير التى برع بإستخدامها البعض، إذ ليست مهمتنا في هذه المرحلة، الإصطياد في الماء العكر، لمن يؤسس لمشروع وطني إستراتيجي على أرض مستنقع وفي حقل ألغام، نترك ذلك بأمانة للقوى والأحزاب السياسية والمؤسسات الرقابية الحية والفاعلة على الأرض فتلك هي مهمتهم، كما هي مهمة من إنتخبناهم ليكونوا ممثلين للشعب في المجلس التشريعي.. ولن نكون في صف أولئك الثعالب الماكرين المتعربشين على هذا الخطأ، أو ذاك التجاوز، حباً في الظهور أو التميّز أو تسديد فواتير الأغراب عنا وفينا.
ولأننا نؤمن بأننا لسنا شعب من الملائكة، كما إننا لسنا شر مطلق، لذلك فإننا لن نسكت ابداً عن كشف وتعرية وفضح اولئك الذين إستمرأوا الإحتلال، وتفيأوا في ظل حمايته، وإستقووابحرابه على أبناء شعبنا، كذلك لن نهادن أولئك المرتدين الذين لبسوا ثوب العشيرة والقبيلة وتمترسوا في روابط القرى والمدن لتكون بديلاً للهوية الوطنية النضالية، ومركزاً للنفوذ والقوة والمال.. وفي نفس الوقت نؤكد إصرارنا على مواجهة تلك الطبقات الطفيلية التى أثرت وتشكلت في غياب قوانين سلطة الشعب وفي المرحلة الإنتقالية التى ترافقها، ولن نخشى في ظل هذا الفراغ القانوني، أن نلاحق تلك الغيلان المسعورة ما إستطعنا إلية سبيلا.
· نستقبل عامنا الثالث عشر، وحركة فتح صمام أمان الثورة، وقائدة الحركة الوطنية الفلسطينية تحتفل بذكرى إنطلاقتها الثالثة والثلاثين، ونستلهم من هذه الذكرى دروس وعبر وتجارب حركات تحرير وأحزاب وجبهات حاكمة من اليمن إلى الجزائر.. لنقول ان حركة فتح ليست حزباً حاكماً ووحيداً في ساحتنا الفلسطينية، بل هي قائدة الإئتلاف التعددي الديموقراطي الذي جسدته منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ومؤسساتها بإعتبارها قائدة لنضالنا الوطني والتحرري، وممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني أينما وحيثما وجد، ومرجعية اساسية لسلطة الشعب المنتخبة ديموقراطياً في المحافظات الفلسطينية المحررة من أرض وطننا فلسطين.
شاء من شاء.. وأبى من أبى..
كلمة أخيرة لأشباه المثقفين وأولئك المتفذلكين والمرددين لـ "صوت سيدة".. بأن مرحلة الثورة قد انتهت وهي تختلف عن مرحلة بناء الدولة، وبأن دور فصائل الثورة قد إنتهى، نقول: عليهم أن يعلموا بأن دولة فلسطين الديموقراطية لن يبنيها إلا فصائل الثورة الفلسطينية المتجددة، وبقوانين الثورة وقيمها، ولن تكون بلادنا حقلاً لتجارب فسائل القوى المضادة للثورة.
تعليقات
إرسال تعليق