القائمة الرئيسية

الصفحات

عن رأس المال الجبان والعدمية الوطنية؟!

عن رأس المال الجبان والعدمية الوطنية؟!
أوجه الشبه بين موسكوفيتش وشومانوفيتش

حسب السجلات الحكومية والضريبية التي أعلنتها الحكومة الأميركية عن التسهيلات والإعفاءات الضريبية التي تقدمها لنحو 12 منظمة يهودية أميركية تدعم الإستيطان في الضفة وغزة والجولان والقدس، تظهر أنها تلقت أكثر من 11 مليون دولار عام 1995 وهو آخر عام تتوفر بشأنه سجلات إحصائية وخلال الأعوام الأربعة تلقت هذه المنظمات 23 مليون دولار على الأقل على شكل إسهامات معفاة من الضرائب وفقاً لسجلات غير مكتملة على هذه السنوات كما أوردت ذلك وكالة الأنباء الأميركية الأسوشيتيد برس.
ويعتبر المليونير اليهودي إرفنغ موسكوفيتش الطبيب المتقاعد في ميامي بيتش من أبرز هؤلاء المتبرعين لهذه المنظمات التي وصل رصيد أكبرها وأكثرها نفوذاً في الولايات المتحدة وهي منظمة "الإيباك" إلى 6 مليارات و900 مليون دولار خلال العام الحالي 1997.
وتعد مؤسسة الأصدقاء الأميركيون، لمؤسسة إيفرست الممول الرئيسي لمشروع إستعادة القدس الذي تتابعه مجموعة "عطيرت كوهانيم" الأصولية المتدينة وهي معفاه من الضرائب أيضاً.. ويحظى "صندوق الخليل" المكرس لإستيطان اليهود بأولوية قصوى في برنامج الملياردير اليهودي موسكوفيتيش.
هذه الأرقام التي بثتها الوكالة الأميركية في تقرير خاص نشرته بعد عملية الإستيلاء على المنازل الفلسطينية في باب العامود في القدس، والتي تصادف وقوعها بعد عام واحد من هبّة الأقصى التي جاءت رداً  على عملية حفر وفتح النفق تحت المسجد الأقصى وهي عملية مولّها أيضاً موسكوفيتش.
أمام هذه الأرقام الفلكية التي يكدسها الأثرياء الصهاينة لتمويل حملات إستيطان وتهويد الأراضي العربية الفلسطينية، من حق كل مواطن فلسطيني أن يسأل ويتساءل أين هم أثرياء فلسطين، وأين هي ملايينهم بل بلايينهم للدفاع عن عروبة قدسهم وفلسطينهم.. أين شومان؟ أين الصباغ؟ أين المصري؟ أين القطان؟ أين عثمان أحمد عثمان (الفلسطيني)!!
ويأتينا الجواب من العاصمة الأردنية عمان حيث إنعقد مؤتمر إنقاذ القدس الشهر الماضي بتنظيم ومبادرة حركة الإخوان المسلمين وإدارة المنشقين عن منظمة التحرير الفلسطينية، وتمويل المؤسسة التي يشرف عليها الملياردير شومان صاحب البنك العربي.. وكلنا يعلم أن هذا المؤتمر الذي إنعقد تحت شعار ديما غوجي أن فلسطين والقدس هي وقف إسلامي!! قد رفض الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وإعتبر حق العودة للاجئين الفلسطينيين، دعوة إستسلامية مشبوهة تصّب في طاحونة أوسلو!!
أين هي إذن أوجه الشبه في توجه رأس المال اليهودي مع توجهات وإهتمامات رأس المال الفلسطيني وهل يصح لنا ترداد القول المتعارف عليه هنا بأن رأس المال جبان، وأن لا وطن له؟!
الأجوبة كثيرة، ولا مجال لحصرها هنا لكنها تحديات مطروحة علينا جميعاً كفلسطينيين وقد سبق وأن واجهنا هذه العدمية الوطنية الصارخة أثناء المواجهات المفصلية التي خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية وحصارها مالياً منذ خروجها من لبنان ومحاولة تصفيتها وتمزيقها بعد ذلك!!
ومن كان لا يعرف، فمن حقه أن يعرف الآن.. أن مؤامرة تجفيف الموارد المالية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ إندلاع الإنتفاضة المباركة، قد نجحت بفضل جهود هؤلاء الأثرياء الذين إستظلوا وإستثمروا وأثروا وهم بحماية المنظمة أشخاصاً وثروات في كل العصور والأزمان!!
ومن كان لا يعرف، فمن حقه أن يعرف الآن.. أن هؤلاء الأثرياء البررة، وحسب ما أسّر لي أحد المنشقين عنهم، كانوا قد شكلّوا "حكومة ظل فلسطينية" في لندن، إبان إحتدام أزمة وحرب الخليج، لوراثة الأرض وما عليها..  تماماً كما فعلوا أثناء حصار بيروت وبعد ذلك حصار طرابلس ولازال هذا الحلم يراودهم حتى الآن.. ومن تابع التحضيرات السابقة لعقد مؤتمر عالمي للفلسطينيين في الشتات، وبروفته  البائسة لإنقاذ القدس من عمان، يدرك أن وراء الأكمة ما ورائها!!
ملاحظة أخيرة عن المهندس عثمان أحمد عثمان، باني صرح "المقاولون العرب" في عهد الزعيم عبد الناصر، وأحد أبرز المساهمين في بناء السد العالي، وغيره من مشاريع التنمية الوطنية والقومية. من كان لا يعرف، فليعلم أنه قام وبدون تردد في المساهمة في بناء مشروع مطار غزة.. في حين لازال رأسمالنا الجبان كما الدب القطبي في سبات شتوي، أو على الأصح كما الذئب يقتنص الفرص للإنقضاض على فريسته؟!
"ورحم الله يوسف بيدس"

تعليقات