القائمة الرئيسية

الصفحات

دعاة الأسرلة والأردنة والعولمة متخوفون من إعلان إستقلال دولة فلسطين!!

"التاريخ يعيد نفسه":
دعاة الأسرلة والأردنة والعولمة متخوفون من إعلان إستقلال دولة فلسطين!!
في الفاتح من شهر أكتوبر عام 1948م، كانت الحركة الوطنية الفلسطينية المثخنة بجراحات نكبة الإحتلال والإغتصاب، والمطوقة بوصاية الرجعية العربية، أول من بادر للرد على قرار إعلان "الكيان الإسرائيلي" كدولة على جزء من فلسطين، معتمدة في ذلك على قرارت الشرعية الدولية والعربية بإعلان سلطتها الوطنية الفلسطينية المنتخبة إستناداً إلى قرار التقسيم الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم (191) لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، في مؤتمر وطني فلسطيني شامل عقدته على أرض غزة بحضور نحو مائة وخمسون شخصية وطنية فلسطينية، وعبد الرحمن عزام أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من الممثلين العرب في الجامعة، وفي ظل أجواء من الديموقراطية، التي لم تألفها منطقتنا العربية الغارقة أنذاك بأنظمة رجعية مستبدة وتابعة للمستعمرين.. أشهرت الحركة الوطنية الفلسطينية مجتمعة إعلان إستقلال فلسطين، ونظامها المؤقت "الدستور" وإنتخبت مجلسها الوطني التمثيلي برئاسة زعيمها الراحل سيف الدين والدنيا سماحة الحاج محمد أمين الحسيني مفتى فلسطين ورمز عروبتها.. وشكلت حكومة عموم فلسطين من إثنى عشر عضواً، وإختارت علم الثورة العربية ليكون علم فلسطين بدون نجوم، وأصدرت الحكومة جوازات سفر فلسطينية خاصة بها، وبعد أيام إعترفت أربع دول عربية بالحكومة الفلسطينية وهي مصر ولبنان وسورية والسعودية، بإستثناء الأردن والعراق..
وكان تشكيل الحكومة كالتالي: 1. أحمد حلمي عبد الباقي رئيساً للوزراء، 2. جمال الحسيني وزيراً للخارجية، 3. عوني عبد الهادي وزيراً للشؤون الإجتماعية، 4. ميشال أبكاريوس وزيراً للمالية، 5. رجائي الحسيني وزيراً للدفاع، 6. د. حسين فخري الخالدي وزيراً للصحة، 7. د. فوتي فريج وزيراً للإقتصاد، 8. أمين عقل وزيراً للزراعة، 9. يوسف صهيون وزيراً للدعاية، 10. أكرم زعيتر وزيراً للمعارف، 11. علي حسنا وزيراً للعمل، 12. أنور نسيبة سكرتير الحكومة.
وقد وقع على تلك الوثائق الأعضاء الذين حضروا الإجتماع وهم: محمد أمين الحسيني، أحمد حلمي، جمال الحسيني، ميشيل عازر، ميشيل أبكاريوس، د. فوتي فريج، رجائي الحسيني، يوسف صهيون، على حسنا، أميل الغوري، رفيق التميمي، رشدي الشوا، محمد صبري عابدين، محمد رفيق اللبابيدي، أمين عقل، حسني خليفة، على رضا النحوي، كامل القاضي، فارس سرحان، عبد الله سمارة، محمد على الصالح، محمد العفيفي، خليل خليف، محمد رجب، رشدي الحسيني، يوسف الصايغ، السيد أبوشرخ، سعيد حتحوت، أنور نسيبة، حسين أبوستة، عبد الرحمن الفرا، فهمي الأغا، فيصل النابلسي، رشاد يوسف السقا، عبد الرحيم إسماعيل، عيسى نخلة، صالح محمد الموعد، عبد الحي عطية، عبد الحي عرفة، حمدي سلطان، محمد عرار، توفيق جبران، الشيخ محمد أحمد أبوعارية، عبد الحاج خليل عطية، عبد ربة أبوشعيرة، طلعت يعقوب الغصين، حسن أبوجابر، أحمد محمود حجة، زكي محمد عبد الرحيم، موسى محمد على أحمد العطار، أحمد عبد العزيز مهنا، أكرم زعيتر، أديب الريماوي، خليل السكاكيني، حمدي الحسيني، واصف كمال، عوني عبد الهادي، معين الماضي، محمود يوسف نجم، صدقي طبري، الشيخ حسن محمد النهار، عز الدين الشوا، موسى الصوراني، خالد الفرج، منيف الحسيني.
وفي موازرة ومواجهة هذا النهوض الوطني والقومي، شهدت العاصمة الأردنية في الأول من أكتوبر من عام 1948 مؤتمراً مماثلاً عقد برعاية الملك عبد الله.. ومشاركة عدة شخصيات فلسطينية تم إرغامها على الحضور بالوعيد والتهديد والقمع والإرهاب، تمهيداً لعقد مؤتمر أريحا الذي إنعقد في كانون أول من عام 1948 وهو المؤتمر الذي تقرر فيه ضم وإلحاق الضفة الغربية الفلسطينية إلى المملكة الأردنية الهاشمية.. وقد رفضت جامعة الدول العربية في حينه نتائج المؤتمرات الأردنية لضم وإلحاق الضفة الفلسطينية مع شرق الأردن، وإعتبرت أن الضفة الفلسطينية وديعة وليست جزءاً من المملكة إلى حين حل القضية الفلسطينية.
وعلى الجبهة العسكرية مع إسرائيل صعدت القوات الإسرائيلية من هجماتها العدوانية على كافة محاور القتال في جنوب فلسطين، ووصل القتال إلى عمق المدن الفلسطينية في قطاع غزة، بهدف إسقاط السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخبة، وشطب الكيانية والهوية الفلسطينية.
وكان هذا التصعيد العسكري مدخلاً للولايات اللمتحدة الأمريكية كي تتدخل بمساعدة حليفها البريطاني لفرض وقف لإطلاق النار بعد ظهر يوم الجمعة 8/1/1949م، وهكذا تمكن الأمريكي رالف بانش من تكريس محادثات (رودس) لتثبيت خطوط الهدنة وسحب القوات المصرية، وتتابعت إتفاقيات وقف إطلاق النار على الجبهات العربية الأخرى لتلتحق بالركب المصري تمهيداً للإنتقال إلى حالة إنهاء الحرب والصلح الدائم، ففي نيسان 1949، وقع الأردن في رودس على إتفاق الهدنة والصلح الدائم وفي يوم 23/3/1949، وقعت لبنان وتلتها سورية يوم 20/6/1949.. وهكذا ترك الحصان الفلسطيني وحيداً.
الآن وبعد نصف قرن من مأساة النكبة، يستعد الفلسطينيون بكل جدية ومسؤولية إلى تجديد إعلان إستقلالهم الوطني على أرض وطنهم، وفي ظل سلطة وطنية منتخبة.. صحيح أنها مطوقة بإتفاقات مفروضة ، وبإحتلال عسكري إستعماري قل نظيره في تاريخنا المعاصر.. لكن النزوع الوطني الإستقلالي كان ولازال الهدف المقدس للحركة الوطنية الفلسطينية منذ مطلع هذا القرن.. فهل هي مصادفة أن تقف جوقة المشككين والمذعورين، وأصحاب الياقات البيضاء والعمائم من العدميين ودعاة الأسرلة والأردنة في خندق واحد مع أمريكا وإسرائيل ضد قرار إعلان إستقلال دولة فلسطين على الأرض سواء كانت محتلة أو محررة.. تجارب التاريخ الفلسطيني، تؤكد أن الصدفة والضرورة محكومة بقوانين.. وأن التاريخ كما أكد المفكر الكبير كارل ماركس يعيد نفسه مرتين الأولى: على شكل مأساة، والثانية على شكل ملهاة ومسخرة.. وقد قرر الفلسطينيون الرد على تلك المساخر بإشهار حقائق التاريخ والجغرافيا على أرض الواقع والصراع، وليكن شعارنا كما الفيتناميين.. فلسطين أولاً.. فلسطين ثانياً.. فلسطين ثالثاً.. ودون ذلك ليكن الطوفان!!.

تعليقات