القائمة الرئيسية

الصفحات

فلسطين دولتين لشعبين وإسرائيل دولة لشعبين؟!

فلسطين دولتين لشعبين وإسرائيل دولة لشعبين؟!
"في الذكرى الخمسين للنكبة":
مع العودة، وضد التوطين، والتعويض، والأسرلة!!


أكدت الإنفجارات الشعبية الفلسطينية التى شهدتها مدن وقرى الجليل والمثلث والنقب خلال عشرينية الإحتفال بيوم الأرض المجيد، وماتلاها من أحداث فجرتها قضية هدم بيوت الفلسطينيين في أم السحالي القريبة من شفا عمرو، أكدت بما لايدع مجالاً للشك أو التأويل أن من لم يتصالح مع نفسه، ليس بمقدوره أن يعقد صلحاً مع أي كان، ومن يعجز عن تحقيق السلم الاجتماعي داخل مجتمعه، لايمكنه بأي حال اقامة أي حالة سلام مع أحد.. تلك هي حقائق إستخلصها قادة الإحتلال وعلى رأسهم رئيس دولتهم عازار وايزمن، كما أدركها منذ زمن بعيد داعية السلام يوري أفنيري الذي كتب مع عدد من أقرانه إستخلاصاً لدروس، تلك الحقائق الساطعة في حضورها، والتي تحاول القيادة الإسرائيلية في السلطة والمعارضة معاً، حجبها عن مجتمعها المندفع بقوة نحو الفاشية، بعد أن افقدته عنصريته ابسط المقومات الإنسانية للبشر الأسوياء.
ذلك هو المشهد الذي يطل علينا، بعد مائة عام من ولادة الفكرة الصهيونية في بازل في سويسرا وتلك هي ملامح الصورة الصارخة التي يجسدها كيان الإغتصاب الذي يحتفل بخمسين عاماً من أمجاده العسكرية والتوسعية التي بناها على أشلاء شعبنا المتناثرة من مجازر حيفا، ويافا والرملة واللد ودير ياسين إلى آخر مجزرة إرتكبها جنوده بدم بارد في ترقوميا.
عشرة عقود دهرية مضت، ولم تنقضي، فالشعب الفلسطيني باقٍ ولم ينقرض، وكفاحه المجيد عبر المائة عام يؤكد أنه لم يكن في يوم من الأيام، كما صورته الفكرة الإستعمارية الصهيونية (شعب زائد عن الحاجة) بل أثبت في أصعب محطات الإختبار التاريخية، أنه يمثل روح الأمة العربية المتجددة، وصمام أمانها، ووقود كفاحها المتواصل من أجل التحرير والتقدم والوحدة.
تلك هي أقداره وقد تحمل أوزارها، ولازال ينتظر على العهد قابضاً على الجمر، حتى تستفيق أمته العربية والإسلامية من سباتها العميق وتسترد وعيها الضائع.
مائة عام مضت وشعبنا يقاوم في ثورات متصلة، محاولات شطبه والغاءه وتشريده وطمس هويته، ولم تفلح الصهيونية العالمية، وكيانها المغتصب في تحقيق أهدافها، رغم نجاحها في إقامة كيانها الإستعماري لجمع شتات يهود العالم وشذاذ الآفاق منهم على اشلاء الشعب الفلسطيني وأرض وطنه فلسطين ومحاولات الإستفراد بمن بقي وصمد في مواجهة حملات الأسرله والقولبة ضمن صيغ (عرب إسرائيل) أو شرذمته وتغريب وتفريق صفوفه تحت مسميات مسيحي أومسلم، وبدوي أو درزي أو شركسي، وهي كذلك جزء من منهج عنصري كان يهدف إلى تدمير الأسس الصلبة للنسيج الطبيعي للمجتمع والإنسان العربي الفلسطيني المنزرع في أرض وطنه.
خمسون عاماً من الإنتصارات الإسرائيلية يقابلها خمسون عاماً من الإنكسارات الفلسطينية والعربية... ولاشيء يكسرنا، كما يعلمنا رمز ثقافتنا الوطنية محمود درويش..
خمسون عاماً من اللجوء والتشرد والنكبات المتصلة.. وقد عدنا من الممر الإجباري، وفي ظلال محطات أوسلو المسيجة بشباك الإحتلال.. وتلك الإتفاقات ليست قدراً فلسطينياً، لمن يجيد قراءة دروس التاريخ واحكامه.. فقد تعلمنا ايضاً من مبدعنا الفلسطيني الراحل أميل حبيبي أن فلسطين هي وطننا الذي لاوطن لنا سواه..
فمنذا الذي يمنع الفلسطيني اللاجئ والنازح والمشرد من المطالبة بحقه في العودة إلى وطنه، وهو حق مقدس ومشروع.. وأيضاً النضال المتواصل من أجل إنتزاع هذا الحق بكافة الوسائل والأساليب، بما فيها حقه في المقاومة، وهو حق مكفول ومشروع.
خمسون عاماً من محاولات التهويد والأسرلة، وشعب حركة الأرض، ويوم الأرض لازال يقاوم في المثلث والجليل والنقب متشبثاً ومتمسكاً بهويته وعروبته وأرضه وتاريخه وحقوقه غير القابلة للتصرف أو البيع، أو التعويض فهل هناك من يتعظ من دروس السنوات الماضية من اجل الحاضر والمستقبل.

هل إستمعتم لوصية اميل حبيبي الأخيرة.. باقٍ في حيفا!!
هلا أصغيتم لنشيد شهيدنا المتصل غسان كنفاني: عائد إلى حيفا
ومن ينسى منا ما نثره في وجداننا زيتونة فلسطين.. أبوسلمي.. "يافلسطين لا أحلى وأغلى وأطهر، كلما ناضلت من أجلك أحببتك اكثر"
فلتنسه يمينه!!

رئيس التحرير

تعليقات