القائمة الرئيسية

الصفحات

دحضاً للعدمية الوطنية ومرضى اليسارية الطفولي؟!

دحضاً للعدمية الوطنية ومرضى اليسارية الطفولي؟!
دفاعاً عن الروح.. في موطن الروح:

في مواجهة الإنشقاقيين الجدد  والعقلية الإنقلابية البونيبارتية!!

لم يفاجئنا، ان تفتح هذه الأيام مجلة سعودية المظهر، أمريكية الجوهر، صدر صفحاتها العاري، لبعض دعاة العدمية الوطنية، ومهووسي الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا، وتمكنهم من التسلل خلسة إلى مخدعها، رغم معرفتها المسبقة بإصابتهم بمرض المراهقة السياسية.. ولكن شبق النزوات وإلتقاء الرغبات والقواسم المشتركة والتي يحددها عادة "المعلم الأكبر" شجعهم على الولوغ والعبث بدائرة المحرمات الفلسطينية، والعودة إلى الترويج بقرب ساعة الإنفجار للمواجهات الفلسطينية - الفلسطينية!! هكذا بكل بساطة، وكأن صاعق التفجير رهن إشارتهم له. تماماً كما كانت صواعق أجهزة التجسس الإسرائيلية قابلة للإنفجار عند كشفها في غزة!!
نسوق هذا الكلام.. بعد ان أتحفتنا مجلة "المجلة" السعودية التي تصدر في لندن، وتنطق عادة بلسان أجهزة إلـ (C. I. A) الأمريكية، وفي سياق مسلسلاتها المتواصلة، بعدد خاص يتحدث غلافه الخارجي عن قرب إندلاع الحرب الأهلية الفلسطينية - الفلسطينية خاصة وأن المواجهات بين الشعب وسلطته الوطنية قد وصلت إلى حد الصدام على حد زعمها!!. مستندة في ذلك إلى بضعة تقارير وتصريحات من مراكز وجهات فلسطينية الإسم يطلب منها عادة القيام بمثل هذه المهمات لنشر غسيلنا المتسخ والتركيز على بعض التجاوزات الفردية وبثها إلى الخارج مقابل التمويل الأجنبي لها سنوياً.
وتتحدث هذه التقارير بإسهاب عن الإنتهاكات الفظيعة التي تقوم بها سلطات "الإحتلال" الفلسطينية، وهي إنتهاكات لم تقم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلية حتى يومنا هذا.. هذا ما ذكرته صراحة هذه المراكز التي يفترض أنها أيضاً فلسطينية الإنتماء، وقد نشرتها "المجلة" في عددها الصادر في مطلع أيلول وهي تبشرنا بقرب المواجهة الفلسطينية - الفلسطينية - وفي ظل سلطة الحكم الذاتي التي تحكم في غياب القانون والدستور على حد قولها أيضاً!!
ولسنا هنا بصدد الرد التفصيلي على هذا النمط من الدعاية السوداء التي إعتدنا على مواجهتها، ولكننا فقط نذكر هؤلاء، بأن هذا النوع من الحرب الباردة القذرة، هي إستجابة مباشرة لتوجهات إسرائيلية، وتعليمات أمريكية، لتخفيف الضغط على حكومة الحاخامات الفاشية وصرف الأنظار عن العدو الرئيسي، ولحساب إدامة إحتلاله الإستعماري والتغاضي عن سياسته الإرهابية والتوسعية، وحصاره المستمر وإحجامه عن الإلتزام بما تم الإتفاق عليه مع منظمة التحرير الفلسطينية. وفي نفس الوقت يجري تسخير هذه الأدوات مقابل حفنة من الدولارات غير النظيفة، وإستخدامهم كقناع للتغطية على إمتناع الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ شهر نيسان الماضي عن الوفاء بإلتزاماتها المالية المقررة للشعب الفلسطيني ومعها دول كثيرة من حلفائها، وكذلك التقصير السعودي وإحجامه عن دفع الإلتزامات المالية للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية، ولوكالة الغوث الدولية.. وصندوق عروبة القدس والخليل.
نقول ذلك ونحن بالمرصاد نعلم علم اليقين ماذا يكتب في تقاريرهم السرية الموجهة إلى سفارات وعواصم الغرب من إفتراءات وأكاذيب، وما يقال في اللقاءات السرية والعلنية، مع سيل الوفود اليهودية المتدفقة على قطاع غزة والضفة والتي تستقبل بالترحاب في بعض مراكز حقوق الإنسان وغيرها من المراكز غير الحكومية المتخصصة بالإشاعات والدعاية المضادة للمشروع الوطني، وكذلك أنشطة أجهزة الإستخبارات المعادية وهي تسعى جاهدة إلى تشجيع الدول المانحة بأن تتحول إلى دول "مانعة" ومحاولة بث الذعر والخوف في أوساط المستثمرين ورؤوس الأموال الوطنية وغيرها وتحريضهم على الإمتناع عن المساهمة في بناء ما هدمه الإحتلال، وتعويض ما سرقه هؤلاء من المساعدات والمنح المالية من مقدرات شعبنا الصابر المناضل على إمتداد السنوات الماضية وفي ظل رعاية الإحتلال وحلفائه، وهي بالمناسبة سرقات تقدر فقط بنحو عشرين مليار دولاراً عداً ونقداً؟!
بإختصار شديد.. هؤلاء وغيرهم من القوى المضادة والمرتبطة، يخوضون معركة خاسرة، هدفها الإيحاء بأن الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية المنتخبة، ليسوا أهلاً للإستقلال والحرية، وبالتالي فإنهم غير جديرين لحكم أنفسهم بأنفسهم، لذا لابد من العودة إلى عهود  فرض الوصاية والتبعية والإحتواء، للحيلولة دون قيام كيان وطني فلسطيني يؤدي إلى ميلاد دولة فلسطينية مستقلة، وفي هذه الحالة بالذات، لا يجوز السكوت، ولم يعد الصمت ممكناً، ولابد من كشف القناع عن القناع، وشعبنا يقف لهم بالمرصاد، يخوضونها حرباً باردة، ونحن نحبها ساخنة!!
ومن يعش ير.. اللهم فاشهد
"رئيس التحرير"



السنة الحادي عشر - العدد التاسع - أواخر أيلول سبتمبر 1996.

تعليقات