القائمة الرئيسية

الصفحات

بداية حوار ديموقراطي من موقع الإختلاف والتعدد؟!

بداية حوار ديموقراطي من موقع الإختلاف والتعدد؟!
العودة إلى البيت الفلسطيني تمر عبر بوابات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية




بعد جولة إستمرت نحو أربعة أشهر ونيف، شملت 12 بلداً عربياً وأعجمياً، عاد سماحة  الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس بيمن الله ورعايته عبر بوابات السلطة الوطنية الفلسطينية محمولاً على أكف مريديه إلى أرض الوطن الفلسطيني.
وقد آثرنا في "النشرة" أن لانتعرض لديماغوجية وإزدواجية الخطاب والتوجه الذي كان يصرح به الشيخ ياسين سواء داخل الوطن أو في هذا البلد العربي أو ذاك الأعجمي، عبر هذه الفضائية أو تلك من القنوات التلفزيونية التي حشدت كاميراتها للظفر منه بلقاءات "الخبطة الإعلامية والصحفية" كنا ننتظر عودته إلى أرض وطنه فلسطين، الذي هو وطن كل الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهود.. ولافضل فيه لفلسطيني على فلسطيني إلا بمقدار حبه لفلسطين وإيمانه بحقوق أهلها أينما كانوا وحيثما كانوا ومهما كانت هويتهم السياسية أو إنتمائهم الديني.
الآن وبعد أن عاد سماحتة إلى أرض وطنه الفلسطيني سالماً وغانماً ومحملاً ببركات رسمية وحزبية من أنظمة عربية وأعجمية بعضها ناصب العداء لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها المناضلة، وجاهر بذلك إلى حد إستخدام السلاح والإسلوب الإنقلابي التصفوي ضدها.. نجد أن من حقنا أن نكاشفه ونحاوره من موقع المختلف.. إنطلاقاً من أن حق الإختلاف في تجربتنا الوطنية الفلسطينية مشروع ويضمنه القانون الفلسطيني، كما كفلته مواثيق وبرامج منظمة التحرير الفلسطينية عبر تجربة ثلاثين عاماً من "ديموقراطية غابة البنادق".ولأننا أبناء تجربة جبهوية عريضة وعريقة فإننا نصر على الحوار من موقع المختلف، ذلك أن ما يحكمنا هو برنامج وطني ديموقراطي فلسطيني أولاً وثانياً وثالثاً، ولم يحكمنا ذات يوم أي برنامج آخر لهذا النظام أو ذاك الحزب الأممي، أو تينك القيادة الدولية لهذه الجماعة أو تلك.. وقد أكرهنا على خوض حروب شرسة لاهوادة فيها أو مساومة شرقا وغرباً من أجل أن يكون قرار المنظمة وفصائلها وطنياً وفلسطينياً خالصاً لوجه تحرير فلسطين وخلاص شعبها المناضل.. ودفعنا ضريبة هذا النزوع الإستقلالي كوكبة من خيرة قادتنا وكادراتنا.. ومآس لاحصر لها من تراجيديا المنافي والشتات واللجوء والتشرد التي لحقت بشعبنا وطحنت عظامه في كل بقعة تم تهجيره إليها على أرض هذا الكوكب.
لذلك كله.. نجاهركم القول بأن ما سمعناه من تصريحات واضحة صريحة ومبطنة وملتبسة في أحيان كثيرة على لسان سماحتكم، أو ماعرفناه عن اسرار وكواليس جولتكم الميمونة لايبعث على الإرتياح والتفاؤل، ولايطمئن أولئك المناضلين الذين ضحوا لعقود خلت بكل شي وحملوا فلسطين في قلوبهم كعبوة ناسفة قابلة لإنفجار، في كل زمان ومكان.. هؤلاء المناضلون لايقبلون بأي حال من الأحوال أن يشطب كائن من كان.. دولة أو حزبا، أو حركة أو قوة عظمى تاريخهم النضالي؟، أو أن يحد أحداً من حجم طموحهم الوطني والإنساني في الحياة الحرة الكريمة على أرض وطنهم الفلسطيني المستقل والمقدس.
وكي تكون المصارحة والمكاشفة واضحة المعالم وبلغة قرآننا العربي، التي لاتقبل التأويل، لنسمع بعضنا البعض  بصوت الحوار الهادئ.. لغة المؤمن، والمؤمن كيّس فطن، وليس "كيس قطن"!!.
أولاً: ليست حركة "حماس" قدراً فلسطينياً مطلقاً ومُنزهاً في حياتنا السياسية والنضالية ولن تكون، إلا إذا ارادت الإنخراط والإنضواء تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، فصيلاً سياسياً كغيرها من الفصائل السياسية التي سبقتها في النضال مع حقها الإحتفاظ ببرامجها ومواثيقها وشعاراتها التي لاتلزم سوى أعضائها.. وبالشورى وليس بالإكراه، إذ لا إكراه في الدين، وكذا في حياتنا الفلسطينية الجديدة!!.
ثانياً: ولأن حركة حماس ليست الفصيل الأخير في حياة الشعب الفلسطيني، فإن عليها أن تقبل مشاركة الأخرين لها من التيار الإسلامي السياسي وعدم إقصائهم أو شطب دورهم الرائد، ونعلم كما تعلم حماس بأن حركة الجهاد الإسلامي كانت سباقة عليها في إنتهاج وممارسة الكفاح المسلح عندما كانت حركة الإخوان المسلمين في فلسطين وجوارها ترفضه ولاتقرّبه؟!.
لذلك فإن العودة لإشتراطات حوارات الكويت البائدة عام 98، والإستقواء بأمرائها، من أجل إنتزاع أربعين مقعداً من المجلس الوطني الفلسطيني لم تعد واقعية أو مقبولة هذه الأيام، إذ لابد من إعادة النظر بالحسابات ونحن على أرض الوطن .. لأن واقع الحقل لم يعد يتطابق أبداً مع حساب البيدر.
ثالثاً: لايجهلن قوم علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلينا.. فلم تعد اتفاقيات أوسلو فزاعة تخيفنا.. كما أن الإدعاء برفضها أو قبولها من هذا الفصيل أو ذاك بدواعي التطّهر من الرجس أو الإستعراض أو التمايز أو المماحكة، قد أصبح أمراً مكشوفاً ولاينطلي على أحد!!
لقد خضنا في الثورة الفلسطينية تجربة الرفض والقبول منذ طرح القرارات الدولية 242 عام 67 وروجرز عام 70 وحتى مشروع النقاط العشر الفلسطيني بعد حرب تشرين التحريكية. وقد تجرعنا مرارات إنهيار عربات قطار جبهة الرفض أنذاك لأنها لم تكن تسير على سكة فلسطينية نحو الوطن الفلسطيني.
لذا لامجال هنا للعودة إلى سيادة المنطق التجريبي، فلدينا من تراكم مخزون التجربة ما يكفينا من التزود به حتى نهايات الجهاد.. لإقامة دولة فلسطين الديمقراطية، التي قبل بها العالم حلاً للمسألة الفلسطينية واليهودية في آن معاً منذ مطلع السبعينات..  هذا هو سقف طموحنا الوطني، وعلى الطليعة في أمتنا العربية والإسلامية أن تواصل نضالها من أجل تحقيق سقف طموحنا القومي في الوحدة والتحرر والتقدم.. وكل شعب يفرز طليعته، وكفانا حرثاً في البحر!!
خامساً: كلام نتوجه به بالأندري الفصيح، إلى كل أولئك المتباكين على ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ودورها الريادي كقائد للشعب الفلسطيني، وهُم مستنكفون وشاردون خارج السرب نتيجة فقدانهم إتزان وحدتهم التنظيمية وعجزهم عن ترتيب بيتهم.. إسمعوا وعوا: إن فاقد الشي لايعطيه.. لأن ما جرى على أرض الوطن بعد عودة قيادة م. ت. ف. وكادراتها وقيام ذراعها الحكومي السلطة الوطنية، وبعد إجراء إنتخابات حرة ومباشرة وديموقراطية، تأكد للقاصي والداني، أن وحدة الشعب وأهدافه وطموحاته في الإستقلال والحرية راسخة وقوية، وحدها وحدة الفصائل المعارضة والحردانة هي تلك التي يعتورها الخلل، وتعصف بها أزمات أوصلتها إلى حد التهديد السافر بالقتل للمرشحين الذين إختاروا الإنحياز إلى الوطن بدلاً عن الحزب أو الحركة، وما جرى مع مرشحي حماس والجبهة الشعبية في إنتخابات التشريعي ماثل أمام العيان وفي الذاكرة التي لاتنسى.
وعلى هامش ما يكتب ويقال ويعلن هذه الأيام.. عن مشاركة هذا الجانب أو مقاطعتة وإحجامه عن المساهمة  في التشكيلة الوزارية.. وفي تحمل مسئولية إدارة دفة البناء الوطني وتعزيز المواجهة السياسية للعقلية الإستعمارية الإسرائيلية المنفلتة من عقالها.. نؤكد أن سياسة الإستنكاف والتعفف والحرّد لم تعد هي الأخرى تنطلي على أحد، فالشعب والمجتمع قد إتخم بالشعارات الممجوجة والتنظير البائس، وهو في أمس الحاجة إلى البرنامج الإجتماعي الحياتي الذي يعزز صموده وخلاصه ومقاومته في مواجهة أعتى أعداء البشرية على الإطلاق.
بداية حوار ديموقراطي من موقع الإختلاف والتعدد؟!
ومسك ختامنا ما هتف به نبينا العربي (صلعم)..

 "من دخل بيته فهو آمن.. ومن دخل دار (أبوسفيان) فهو آمن"

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. youtube tv - Youtube Video Library
    youtube tv - Youtube Video Library lets you create videos on YouTube, including videos, photos and video. View Videos, Stream HD Video, youtube to mp3 for android Tagged with. Find youtube tv video.

    ردحذف

إرسال تعليق